Sunday, March 2, 2008

جريده العرب القطريه عدد 1/3/2008

ثقافة
«خدمات ما بعد البيع» للمؤلف الشاب شريف عبدالمجيد
مجموعه قصصيه مصريه ترصد ضياع الهوية الثقافية للعالم الثالث

2008-03-02 القاهرة - خلف حسن البديوي أقام أتيلييه القاهرة الثقافي ندوة لمناقشة المجموعة القصصية للكاتب «شريف عبدالمجيد» «خدمات ما بعد البيع» حضرها نخبة متميزة من النقاد والروائيين المصريين والجمهور الكثيف وشهدت جدلا واسعا حول تأثير العولمة على حياتنا الثقافية والإنسانية وكيف يمكن التعامل مع ما أحدثته ثوراتها المعلوماتية في تغيير العلاقات الإنسانية والتي حولت الإنسانية بأسرها إلى مجرد مجموعة أرقام.بدأ مقدم الندوة الدكتور مدحت طه بتقديم الحضور وذكر بمجموعة من مقتطفات الكتاب صاحب الندوة وقال: «إن المجموعة تتخللها السخرية المكتومة ورغبة المؤلف القوية في التعبير عن فضائح العولمة وكيف بدلت الإنسان ليصبح مغتربا داخل وطنه وضعيفاً أمام الآلات الضخمة».وأضاف طه أن المؤلف يرصد هموم الإنسانية وحالات الاغتراب المستمرة التي سوقها لنا الغرب، وكيف قضت العولمة على نسيج العلاقات الإنسانية وأضعفت تفكيرنا لتضعنا في أنماط وقوالب محددة يريدها لنا صانعوها وخدماتها الزائفة التي يعجز الإنسان على التعامل معها. علاوة على إشارته لتجربته في الغربة في المملكة العربية السعودية.وبعدها أخذ ناصية الحديث الناقد الدكتور يسري عبدالله الذي بدأ حديثه بانتقاد حاد لوزارة الثقافة المصرية والمجلس الأعلى للثقافة في التعامل مع فن القصة الصغيرة بوصفة جنساً مهمشاً مستبعداً من حياتنا الإبداعية.وأكد عبدالله أن صدور مثل هذه المجموعة هو دليل دامغ على بقاء هذا الفن وانفتاحه على أفق واعدة واحتفاظه بذاته، وأن المقولات النقدية التي تروج لجنس أدبي بعينه لم تعد مناسبة للروح العلمية التي يجب أن تسود حياتنا الثقافية مشيراً إلى أن لكل جنس أدبي سواء كان رواية أو قصة قصيرة أو شعر أو نثر سماته الأدبية التي تميزه عن الآخر.ورأى أن «خدمات ما بعد البيع» هي محاولات إبداعية للقبض على اللحظة الراهنة وليست محلية إنما لحظة عالمية للقبض على العالم بتعقيداته المتشابكة بالإضافة إلى أن عنونة المجموعة نفسها وثيق الصلة بالحاضر المعيشي والعالمي المأزوم والتي يصور فيها الكاتب حالات الانسحاق الروحي التي تجتاح العالم بأسره، علاوة على التوحش الرأسمالي وهيمنة القطب الأميركي الأوحد على العالم أجمع.واختتم الدكتور يسري عبدالله كلامه قائلا إن المجموعة القصصية «خدمات ما بعد البيع» تعد من أهم القصص القصيرة في الآونة الأخيرة في الإبداع المصري.من ناحيته قال الروائي الكبير فتحي إمبابي: «إننا أمام مجموعة قصصية تتشكل من عالم واحد وتحاول الكشف عن الصراع الداخلي لهذا العالم وتوضيح الأسباب التي تخلق الهزائم الكبرى في حياتنا والتي هي نتيجة الاغتراب الموحش الذي يعيشه الإنسان في هذا الزمن.وأكد أن المجموعة هي قصة حياة الجميع وأننا أصبحنا في مجتمعات مهمتها الأساسية قتل الإنسان علاوة على المفارقات الجميلة والمحاولة البشرية للقبض على العالم الاستهلاكي المتوحش ذي طابع الاغتراب المخيف والتهميش الداخلي للإنسان.وقال إمبابي إن المؤلف صوّر لنا حياتنا التي أصبحت عبارة عن أرقام في أرقام بين التسارع الشديد والفجوة المخيفة بيننا وبين المجتمعات الصناعية التي تهدر حقوق المستهلكين وإنه يجب تطوير البنية التحتية للعلوم والبنية العقلية ذاتها والانفلات من استلاب الماركات وفقد هويتنا وذاتنا الذي صوره الكاتب بانهيار عصرنا لحالي.وأنهى إمبابي حديثه بالقول إن مجموعة «خدمات ما بعد البيع» تقذفنا في نهايتها بغياب الإدارة الإنسانية أمام العولمة لنصبح أمام مدينة تعيش على عالم من القاذورات ويصبح العالم مفعولا به. وأضاف أن المجموعة جيدة جداً والكاتب مهموم بالعالم الذي يحبه ويبحث عن ثنائه وفنائه وأن فكرة الشعور بالهم في الأدب هي التعرف على العالم والبحث عن الحرية والعمل والإدارة.أما الناقد د.مدحت الجيار مقرر لجنة الأدب بأتيلييه القاهرة الثقافي فقال إن المجموعة تحوي التفاصيل التي نتألم منها جميعاً مع تميزها بشفافية اللغة لتصل في النهاية إلى البحث عن الوطن بعد البيع. وأشار الجيار إلى أن كل وحدة من المجموعة القصصية تمثل مجموعة على حدة، وهي الطريقة التي أصبحت مضادة في طرق كتابة القصة والرواية الآن، وأن المؤلف يكتب لنا عن العالم بعد عولمته بأنه أصبح (قص ولصق) عالم «خدمات ما بعد البيع».من جهته، أوضح المؤلف شريف عبدالمجيد أن مجموعته القصصية «خدمات ما بعد البيع» شغلته كثيراً وتتناول العلامات الإنسانية وأن عمله كمصور فوتوغرافي وإعلامي ساعده كثيراً في إصدار مجموعته بهذا الشكل.وقال: «أنا أرصد الهجمة الشرسة على البشر أو الخصوصية من كل منطقة في العالم، ونحن بحالة فقدان للهوية الثقافية من جراء العولمة وأساليبها الفاضحة فينا, علاوة على عجز الإنسان العادي أمام الآلة التكنولوجية الضخمة، وإننا في دول العالم الثالث والعالم العربي لم نستفيق بعد من أحداث الثورة الصناعية فكيف نقبل العولمة بكل صورها مرة واحدة.وتابع «إننا نعيش في المخادعة وما نراه فيلم كبير، وأنه يجب أن نعرف ماذا نريد من العولمة، ما نأخذ منها وما نترك مع إدراك ميراثنا الحضاري والثقافي، وأن الهزائم الصغيرة التي بدأت بها مجموعتي تصل بنا إلى هزائم كبرى «وخدمات ما بعد البيع» وهذه هي الحقيقة التي يجب الاعتراف بها.وأضاف عبدالمجيد أن قصصه القصيرة على طريقة معاصرة في الأدب الإيطالي ولم تكتب في العالم العربي إلى الآن وأن قضاياها جدلية مختلفة واسعة، مشيراً إلى أن الهدف هو الدفاع عن فردية الإنسان بعيوبه وأخطائه ومنعه من التنمط، علاوة على فكرة المفارقات مع العولمة بأن العالم أصبح قرية كونية صغيرة في حين أن الإنسان يتوارى.يذكر أن شريف عبدالمجيد تخرج من كلية التجارة الخارجية بجامعة القاهرة عام 1993 ويعمل كمعد برامج في القناة الفضائية المصرية منذ عام 1997، درس فن السيناريو دراسات حرة على أيدي متخصصين مصريين، عمل كمصور صحافي وأقام العديد من معارض الفن التشكيلي في مجال التصوير الفوتوغرافي.صدرت له مجموعته القصصية الأولى «مقطع جديد لأسطورة قديمة» عن دار ميريت المصرية عام 2002 ومسرحية عن هيئة قصور الثقافة عام 2003 بعنوان «كونشرتو الزوجين والراديو» ودور البطولة قصة لفيلم روائي قصير بقطاع القنوات المتخصصة وكتب سيناريو قصة «محبوب الشمس» والتي ستنتج كفيلم، وله مجموعة قصصية جديدة -تحت الطبع- باسم «احتدار» وهي شبيهه بفن الرباعيات في الشعر أو الهايكو الياباني.
............................................................................................................................

No comments: