Tuesday, September 9, 2008




آثار جانبيه
: ها هو قد نجا من الموت بأعجوبة بعدما ظنوا أنه في عداد الأموات ولم تترك جلطته الخطيرة سوي بعض الآثار الجانبية‏.‏كفقده للنطق والشلل وعدم تذكره لأي من أحداث حياته الهامة أو التافهة ولم يكن عليهم سوي مراقبة قرح الفراش حتي لاتغتاله البكتريا اللعينة والطفيليات التي ستتكون جراء استلقائه علي الفراش لسنوات لايعلمها أحد‏.‏
عسر هضم
سيدرك أن عسر الهضم سيكون مرضه المزمن الذي سيتعايش معه وكلما ازداد مرضه سيتذكر أيامه الخوالي‏,‏حيث كانت غازاته ذات الاصوات الضخمة مصدر فرح لاسرته حينما كان صغيرا‏,‏ صار عليه ان يكتمها بصعوبة ليثبت انه رجل صالح وسيتأكد من ان علب الفوار المتعددة التي يحملها معه هي عزاؤه الوحيد والدليل علي انه اصبح رجلا ناضجا‏.
‏عرض خاص
الرجل الذي يخطب في الجماهير كل يوم متحدثا عن القضايا الكونية وصراع الحضارات مرتديا بزته الانيقة ومنديله الأحمر في جيبه الصغير‏,‏ ويشير بيده ليحيي الجموع‏(‏ لم اتأكد أبدا إذا كان حافي القدمين أو أنه يلبس حذاءين مختلفي الألوان‏)‏ إلا أني كنت أصفق له مثل الجميع‏.
‏ثورة مضادة
كان الصوت خافتا لكنه مستمر بشكل جعله يفكر ماذا يمكن ان يتواجد داخل سيفون الحمام؟ هو لايستطيع القيام الان ولايمكنه ان يتجاهل ذلك الصوت الذي بدأ في التصاعد‏.‏ توقف عما كان يفعله ارتدي ملابسه‏,‏ فتح الغطاء‏,‏ خرجت منه الضفادع تتقافز في كل مكان جري مسرعا بينما الضفادع تعربد وكأنها ستقتله‏,‏ اتجه ناحية البلكونة فلا يمكن ان تكون الضفادع في البلكونة او الشارع في الثلاجة او الاسفلت في الغسالة‏.‏ او ان تكون منظمات المجتمع المدني هي التي تصنع العجة‏.‏ النهارده الثلاثاء وانا اسمي شريف الحمد لله لم اجن بعد‏.‏ هكذا حدث نفسه لكن الضفادع‏....‏ الضفادع في كل مكان كفيلم‏(‏ اوليفر ستون‏)‏ بالضبط لكن السماء لم تمطر ضفادع بعد‏.‏ وهو ما جعله يشعر ببعض الامل وجد الضفادع تطارد الناس في الشوارع وفي البيوت بل وتقود السيارات ايضا ولكن لماذا لم تعد تهاجمه هو شخصيا‏....‏ اكتشف السبب اخيرا‏,‏ فهاهو يقفز ويصدر اصواتا قوية كضفدع نشيط يبحث عن اقرب بركة ليعيش فيها‏.
رسائل‏
الرجل الميت الذي يواظب علي بعث رسائله لاصدقائه وللجهات العليا ولاولاده وزوجته ويدلي بصوته في الانتخابات ويشارك في الافراح والمآتم شكل لغزا للجميع حيث اتخذه بعضهم وسيلة للتبرك واعتبره البعض الآخر احد مجانين العالم السفلي‏,‏ قرروا جميعا تجاهله باعتباره رجلا ميتا لايمكن حسابه علي افعاله او علي ردود هذه الافعال ولأنه في النهاية وبعدما سيصاب بالملل سيكتشف انه مجرد رجل ميت وربما يكون اكثر سعادة من كثير من هؤلاء الأحياء الذين لايعرفون لحياتهم سببا‏.
اختيار
الشبح الذي انتقم ممن قتلوه ومثل بجثثهم جميعا لم يستطع ان يعود لقبره او ان يصير انسانا مرة أخري بعدما انهي مهمته الانتقامية بنجاح منقطع النظير‏.
‏نسيان
قتل اخاه وتزوج زوجته‏.....‏ انجب منها اولادا كثيرين الا انني لم اجد أيا منهم يتذكر عمه هابيل‏.‏
حيرة
ابحث عن نظارتي في كل مكان كلما حاولت الخروج‏.‏ جربت ان اربطها بسلسلة لكنني لم اتواءم أبدا مع هذه الفكرة‏.‏ صنعت واحدة اخري اضعها دائما في الشنطة التي اخرج بها لكنها غالبا ما تنكسر عدساتها بفعل الاصطدام بالكتب‏.
‏فرحة
الديكتاتور الذي تنازل فجأة عن عرشه وارجع الحقوق لاصحابها ووافق علي ان يحاكم علي ما فعله اسعده جدا انه استيقظ من حلمه السخيف‏.‏دعابةالمهرج الذي رأي رءوس تسعة من زملائه في اركان الساحة التي يتوسطها الملك المكئتب قرر ان تكون نكتته الاخيرة عن الملك ذاته والذي اضطر للضحك امام الجماهير ليثبت لهم مدي تمتعه بروح الدعابة بعدما اشار لوزيره المخلص بأن يدس السم للمهرج السمج فور انتهاء العرض‏.‏
حب في خمس لقطات
لقطه اولي
بدأت علاقتهما معا في خضم لحظة يهرب فيها كل منهما من علاقات سابقة اتفقا علي المصارحة ولكنهما كذبا علي بعضهما‏.
‏لقطة ثانية
استمرا في الخديعة‏.‏
لقطة ثالثة
كشف كل منهما عن ذاته‏,‏ هو فشل قبلها لانه لم يكن يحب بالفعل‏.‏ وهي فشلت قبله لانها دائما ما كانت تبحث عن شخص ذاته تقدس ذاتها‏.
‏لقطة رابعة
استمرا في المحاولة وفي فتح صفحات جديدة‏.
‏لقطة خامسة
اكتشافا اخيرا ان الحب الذي يموت بالسكتة لاتنفع معه محاولات الانعاش‏.
‏فراق
ستبكي كابينة التليفون كلما حاول ان يستخدمها شخص اخر غيرهما‏.‏سيحكي الطريق للسائرين فيه عما رآه وشاهده‏.‏سيعلن اسفلت الشارع عن تذمره وحزنه الأبدي‏.‏ستندهش اشارات المرور جدا لحظة مرور احد العاشقين السابقين لطريقه وحيدا‏.
‏نبوءة
بعد خيبات عديدة وانكسارات لا حد لهاستجد مسراتك الخاصة‏.‏ ولكن قلبك سيكون قد ادمته تلك الثقوب الصغيرة والجراح التي لم تندمل‏.‏وستعرف وقتها ان الوقت المتبقي لتلك السعادة هو اقل من القليل ولكنه كافي جدا لان تموت من الفرح‏.‏
محبة
في اليوم العاشر من الغيبوبة بكوا من اجله‏.‏ في اليوم الخمسين شعروا بالضجر في اليوم المائة نزعوا عنه الاسلاك‏.
‏رونق
لن يشك احدهم ابدا في ذلك الرجل الذي يمتلك اربعة قصور ومائة فدان وله عشرة اولاد وثلاثون حفيدا وخمسة مصانع وسبعون مليونا وقناة فضائية وتزوج ست مرات من ممثلات وداعيات وراقصات انه مدين لثمانية بنوك وانه سيهرب غدا من قاعة كبار الزوار وسيترك المصريين اكثر فقرا مما هم فيه‏.
‏صراع
الجندي الذي يقتل الاطفال لم يعذبه سوي كثرة ضغطه علي الزناد‏.‏
خرافة
الشجرة التي قدسوها منذ آلاف السنين‏.‏ ورووا حكايتها بروايات مختلفة‏.‏ وصيغت حولها الاساطير لم تصبهم اللعنات عندما استأصلوها
طلاق
اخذوا الملاعق‏,‏ السكاكين‏,‏ البوتاجاز‏,‏ والغسالة الفول اتوماتيك‏,‏ الثلاجة‏,‏ والدش والسخان‏,‏ كل الستائر والنجف والمراتب والخلاط‏,‏ المكواة والاباجورات والنجف وحجرة السفرة ولكنهم تركوا لي اللحظات الحميمة واللحظات التعيسة وصور الزفاف والجنين الذي مات في شهره الرابع وصور التحاليل والأشعة وهو ما جعلني اشعر بأنني لم أخسر الكثير‏.
‏حماية
حاصر الجنود المكان‏,‏ نزلوا من سياراتهم‏,‏ لامست احذيتهم الغليظة اسفلت الشارع فالقوا الرعب في نفوس الجميع‏,‏ كسروا باب البيت‏,‏ اتجهوا الي غرفة الكاتب‏,‏ انتزعوا منه اوراقه قبل ان يكتب فكرته الجديدة حيث كانت كاميرا المراقبة التي وضعوها خلسة في زوايا سقف غرفته قد سجلت عودته للكتابة‏.
‏خداع
لم يتعرف عليه أي مشاهد من الجمهور بعدما انهي عرض العرائس الذي يقدمه كل يوم لكنهم صفقوا له بحرارة عندما لبس القناع مرة أخري‏.‏




هذه القصه من مجموعتي القصصيه الجديده التي ستصدر قريبا ونشرت بجريده الاهرام يوم 23اغسطس 2008




6 comments:

هويدا صالح / عشق البنات said...

تسمح لي أكون أول تعليق
تعرف كيف أنني متحمسة لكتابتك
فقط قلت أحييك ولتعرف أنني قرأت

محسن يونس said...

شريف عبد المجيد من الأصوات الجديدة فى مشهد القصة القصيرة المصرية ، الذى لا ينضب معينه أبدا ، وهو يعرف من البداية - كالصناع المهرة - أن عليه ألا يشبه أحدا ، ويمكن لنا أن نقول إن علاقته "بالكاميرا " واضح فى عمله ، وربما نزيد على قولنا هذا أنه يطمح أن يكتب كما تصور الكاميرا - ليس بالمعنى الفوتغرافى ولكن بالمعنى الفنى - تاركا لقارئه لملمة ظلال وبقع الضوء داخل الكادر ، الذى التقطته الكاميرا كعينى إنسان يعى ويدرك .. نحن أمام مشهدية تزدحم بالانفعالات والمواقف والمقولات تعطينا شطرا من الحياة المعاشة كرؤية بقبحها وتأثيرها السياسى فى الاجتماعى .. ربما تقابلنا مفارقات هى الرؤية والرؤية هى المفارقة - البطل الضفدع مثلا - تعطى هذه المفارقة فى بعض الأحيان استسلاما ظاهريا ، لأننا ندرك حرفة الكاتب ولن نكون عبيدا لهذا الاستسلام ، إذ نعرف أننا فى واقع افتراضى ، وأن الإيهام يراد به الواقع المعاش ..
تحياتى يا صديقى المبدع تمتعت بالقراءة
محسن يونس

sherifmegid.blogspot.com said...

اشكرك يا استاذه هويدا واشكر الكاتب المبدع محسن يونس واتمني ان اظل عند حسمن ظنكم

Anonymous said...

يبدوا انك تملك فعلا تقنية جديدة فى السرد, من الواضح انها متاثرة بالصورة, لذك هى تعتمد على التوصيف, مبتعدة عن الحوار, لكنك اجدت فى قدرتك على الخذ بتلابيب القارىء فلا يشعر مثلا بالملل نتيجة عدم تجدد الحث أو نقص الحوار, بل تجعلخ يلهث من لقطة الى اخرى مستغنيا بما يراه او يقرأه بالفعل.
أعجبتنى القصة بالفعل ياشريف
اتمنى لك المزيد من التوفيق
تحياتى

Anonymous said...

يبدوا انك تملك فعلا تقنية جديدة فى السرد, من الواضح انها متاثرة بالصورة, لذك هى تعتمد على التوصيف, مبتعدة عن الحوار, لكنك اجدت فى قدرتك على الخذ بتلابيب القارىء فلا يشعر مثلا بالملل نتيجة عدم تجدد الحث أو نقص الحوار, بل تجعلخ يلهث من لقطة الى اخرى مستغنيا بما يراه او يقرأه بالفعل.
أعجبتنى القصة بالفعل ياشريف
اتمنى لك المزيد من التوفيق
تحياتى

Heba Faruq said...

رائعة قصصك كالعادة ياشريف وجميلة المدونة ولو اني وصلتلها متأخرة شوية وعفوا لجهلي بعالم المدونات ناهيك عن كتابة التعليق
وأعتقد إني تاخرت لدرجة انك مش هتفتكرني..عموما ايه اخبار كورسات الفرنساوي معاك؟
اتمنى لك كل توفيق وكل عام وأنت بخير