Wednesday, February 20, 2008


جريده اخبار الادب عدد الاثنين 18/2/2008

بلاغة المشهد والاحتفاء بالمفارقة

عمر شهريار

في مجموعته القصصية الجديدة 'خدمات ما بعد البيع' والصادرة مؤخرا عن دار ميريت، لا يقف القاص شريف عبدالمجيد عند حدود التقسيم الشكلي للمجموعة الي قسمين قصصيين، بل يتجاوزه الي محاولة تصوير ورصد عالمين متباينين، أحدهما آخذ في الافول والانزياح والآخر يطل برأسه منبئا عن حضوره الطاغي والمدمر احيانا، وبين هذين العالمين شديدي الاختلاف يروق لسرد عبدالمجيد ان يلعب علي وتر المفارقة والتناقض، اذ يجاور داخل المشهد السردي الواحد أحيانا ­ بينهما بقسوة ليضع القاريء امام المشكل الانساني مباشرة وبدون أية رتوش،
في القسم الاول 'هزائم صغيرة' يحكي السرد عن أولئك الخارجين عن النص، والذين لم يدخلوا بعد تحت يافطة النسق الحاكم ، اذ يصرون علي الاحتفاظ بحياتهم الفطرية وكذا الاحتفاظ بطرائقهم الخاصة في ممارساتهم الحياتية والعملية، والتي تحول دون ان يستحليوا إلي مجرد مسوخ مقولبة تؤدي ادوارا جاهزة مرسومة لها من قبل سلطة ما.
في قصة 'دور البطولة' نجد البنت التي تهوي التمثيل وخريجة معهد الفنون المسرحية تتقدم للاختبار لأداء دور في احدي المسرحيات ممنية نفسها بالنجومية والأضواء ومانشيتات الجرائد وأفيشات الافلام وأغلفة المجلات، ولكنها أثناء الاختبار وقعت في المحظور، اذا خرجت عن النص، وأضافت الكثير من الكلام الواجب قوله في مشهد كهذا 'ص 25' وهي بهذا الخروج عن النص حاولت، ربما دون ان تدري، ان تخرج عن النظام الصارم الموضوع سلفا ولاينبغي الخروج عليه، ومن ثم كانت نهايتها بأن أصبحت حديثا للجرائد والمجلات ولكن لمحاولة الوصول لاسباب انتحارها.
وفي قصة 'هزائم صغيرة' والتي تضم عشرة مشاهد سردية متفرقة ­ تتعدد فيها الضمائر وتتنوع طرائق السرد ­ لا يربط بينها سوي كونها ترصد علاقات انسانية حميمة في لحظات متباينة مثل الحوار المتوتر بين شريف وصديقه احمد الذي يشعر بأنه سيموت،
تصل المفارقة إلي مداها في قصة 'لقطات' وتحديدا في اللقطة الثالثة 'فترة سماح' عبر شخصية البيت الفقيرة سماح والتي يحكم حياتها نسق صارم 'من عشرة الي عشرة' ­ مفروض عليها بحكم قوانين العمل، ولكنها ­ رغما عنها ­ اخلت بهذا النسق فنجدها تنفجر في البكاء بصوت حاد يلفت نظر الواقفين.. وهي جالسة اسفل التندة الخضراء التي اهدتها احدي وكالات الاعلان الكبري للمحافظة 'ص 62' فهذا المشهد الدال ­ بدلا من الجملة الدالة ­ يفضح، في مفارقة مدهشة ­ تلك الوكالات الاعلانية الكبري التي لاتغير من الاوضاع الاقتصادية المتردية ­ ولكنها توفر لك مكانا امنا للبكاء والنحيب، ممارسة دورها كراعية رسمية للشقاء.
في القسم 'خدمات مابعد البيع' يدلف السرد بنا إلي فضاء مغاير، الي أولئك الذين دخلوا. طوعا او قسرا ­ الي الفضاء الرحب للعولمة والشركات عابرة القارات، آملين ­ أن تكون هذه الصيغة هي المخرج الحقيقي لهم من ازماتهم الاقتصادية والاجتماعية وربما الوجودية، ولكن هؤلاء الحالمين الذين حاولوا الاندماج داخل هذا النسق المراد تعميمه، هربا من حياة بدائية (او هكذا تم تصوير الامر لهم) هؤلاء لم يجدوا في هذا العالم وهذه الصيغة الملاذ الامن، بل خواء متهافتا، اذ تحولت احدهم إلي مجرد ارقام جوفاء لاتنبيء عن حياة انسانية حقيقة قدر ماهي حياة ترس في آلة كبيرة (قصة مجرد ارقام) او اخر انحبست حياته داخل كارت الفيزا الذي اصابة العطب المفاجيء مع حزمة من الارقام السرية الخاصة بتليفونه المحمول وجهاز الكمبيوتر وأرقام بريده الاليكتروني وأرقام تشفير القنوات الجنسية (قصة Password) فضلا عن شراء منتجات وهمية غير صالح للاستخدام، فيصبح المواطن (س) متهما وليس صاحب حق (خدمات ما بعد البيع)، ثم نشاهد كوثر وقد 'انزوت شيئا فشيئا'. ثم صارت لاتخرج من البيت الا لماما 'ص 105' هذا الانزواء والتقوقع علي الذات يأتي في مفارقة ساخرة وصارخة مع احدي مقولات العولمة وشعارها الرئيسي وهو ان العالم قد اصبح قرية صغيرة في اشارة الي التواصل الانساني وكسر الحدود الوهمية بين البشر فإذا هي علي المستوي العملي تزيد ­ حسب السرد ­ من حدة الانكفاء علي الذات وتبني جدران اكثر صلابة وأقل وضوحا وتجليا.
تبدو لي هذه المجموعة ­ مع غيرها من الأعمال الجيدة بطبيعة الحال ­ دليلا علي أن الأنواع الأدبية كلها من شعر ورواية وقصة ومسرح قادرة، اذا استطاعت ان تطور من أساليبها وتقنياتها، علي ان تتعايش جنبا الي جنب، بل قادرة ايضا علي ان تتزاوج ، وان الزمن يستطيع ان يستوعبها جميعا دون أن يكون لنوع ادبي بعينه حسب طائفة تريد ان تستعير بنية الاستبداد من الحقل السياسي لتعيد غرسها في الحقل الأدبي ابتغاء تأييدها في الوعي.

Saturday, February 16, 2008

حاجات

عمرك فكرت في الانتحار وحسيت ان حياتك ملهاش لازمه وان كل الايام شبه بعضهاساعات كتير بحس بكده لدرجه ان بحس ان حياتي هي يوم واحد طويل جدا ولما حد يسالني النهارده ايه بطلغبط عمري ما عرفت الفرق بين الاتنين والتلات مثلا هو اكيد فيه فرق بس انا مااعرفوش ساعات بقول يمكن لاني عايش لوحدي مفيش اي انتصار او هزيمه بعملهم بيهموا اي حد حتي حاله التوقع والدهشه اللي ممكن يصدروا من حد يهمك امره لما تحكيله محروم منهاجربت حاجات كتير انما دايما في الاخر مفيش ملاذ غير نفسك لانك ببساطه ما تهمش اي حد وتقريبا حتي انتحارك مش هيمثل اي تغيير في برنامج اي حد اليومي اكتر حاجه بتكون صعبه لما اقوم الصبح واكتشف ان مفيش حد اكلمه وببلع كلمه صباح الخير في حلقي وممكن اقولها للساعه بتاعتي وساعات بقولها للموبايل ياتري في معني اكبر من كده للحزن اكتر ناس بيصعبوا عليه الناس الناجحين جدا اللي دايما وراهم حاجات مهمه لازم يخلصوها عشان ينجزوا ويحصلوا علي درجه اكبر في سلم الحياه اللي لازم يوصلوا لاخره وبيخشوا في مقارنات ما بتنتهيش مع شقه زميلهم التمليك وهيصيفوا فين السنه دي والعربيه بتاعتهم امتي هيغيرهوا بواحده احدث فعلا العالم كله بيقدر يتدبر اموره لكن الفاشلين اللي زي همه بس اللي ممكن جدايسبوا العالم بسهوله من غير ما يسببوا اي ضرر لاي حد